يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على الواقع المأزوم الذي نتخبط فيه اليوم، في ظل التراجع الرهيب الذي تعرفه منظوماتنا القيمية على جميع الأصعدة، وفي ظل الهدر المستمر للفرص، تحت مسميات مختلفة، واليوم يحق لنا إعادة طرح سؤال الأزمة من جديد، سؤال يرمي إلى النقيب في تراكمات الأزمة من جهة، وإعادة الاعتبار لمفهوم فقه الأزمة وتعقيل التعامل معها من جهة أخرى، ولهذا ينبغي الالتفات لقاماتنا الفكرية من أجل الاسترشاد برؤيتهم للمعضلة والحل، وفق مقاربة تحليلية، لا تنتظر من الاموات التفكير للأحياء، ولكنها مقاربة تسترشد برؤى لم تفقد الكثير من صلاحياتها رغم تغيّر الظروف الداخلية والخارجية