الكتاب، مشاهدات بعيونٍ عراقية، اعتمد في تركيزه على دهشة الأماكن الحالية والتاريخية، مستندًا إلى مشاهداتٍ في رحلةِ سفرٍ إلى دولةٍ نتغنّى بها وبتاريخها وشهدائها. المكان هو البطل، والتاريخ هو المحرّك، والواقع هو الدافع للكتابة، فيما كانت الذاكرة ناطقةً بما رأتْ، وحوتْ، وجنَتْ عن المكان والإنسان، فضلًا عن تلك القيم التي كانت محفورةً في الذاكرة عن هذا البلد الذي يقترب من بلدي كما تقترب الوردة من بستانها، وكما تقترب الغيمة من أرضها
ربما لا يقترب الكتاب من أدب الرحلات المعتاد، لكنه لا يبتعد عنه، بل يدخل في خانة أدب المشاهدات، بطريقة السرد الأدبي الذي يمنح الكتابة، قبل القراءة، متعةَ الغناء مع الذاكرة، لإنتاج لحظةِ تماهٍ تضاهي الواقع، وتستلّ منه، وتنتقل به إلى المخيّلة الأدبية